مقالات واراء

الحب

احجز مساحتك الاعلانية

كتب : حازم مطر
الحب هو شعور واحساس داخلي جسمي ونفسي وعقلي وعاطفي بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين إثنين تطابق الاوكسيتوسين بينهم وتم افراز الهرمون معا، ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ “هرمون المحبين” أثناء اللقاء بين المحبين.
ومن يفرز الهرمون اولا فيكون الاكثر حبا, لذا دعوني اجزم انه لا حب بالتساوي, لابد من فارق وذلك الا في حالات نادرة وهي افراز هرمون الحب في وقت واحد بين الطرفين, وما دعاني لان اجزم بذلك ان البيئة المحيطة لا بل لن تشجع ابدا علي اجواء رومانسية , فالظروف والاوضاع الاجتماعية تحتم علينا لتكون الرومنسيات اخر شيئ نفكر فيه وجعل العيش هو الاولوية الاهم, ومن يختلف معي فكيف يحب وهو جائع او ليس لديه سكن او ليس لديه وظيفة؟
ولكن كل ما سبق لا يقف حاجز امام الحب, لان هيرمون الأوكسيتوسين لن يستطيع العقل التحكم فيه, وتم تعريف كلمة حب لغوياً بأنها تضم معاني الغرام والداء وبذور النبات، ويوجد تشابه بين المعاني الثلاث بالرغم من تباعدها ظاهرياً، فكثيراً ما يشبّهون الحب بالداء، وكثيرا أيضاً ما يشبه المحبون الحب ببذور النباتات.
أما غرام، فهي تعني حرفياً : التَعلُّق بالشيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه. وتعني أيضاً “العذاب الدائم الملازم” ; وقد ورد في القرآن : ﴿إن عذابها كان غراما). والمغرم : المولع بالشيء لا يصبر على مفارقته. وأُغرم بالشيء : أولع به. فهو مُغرم.
وللحب أسماء كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام والتعبد. وهناك أسماء أخرى كثيرة التقطت من خلال ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.
الهوى: يقال إنه ميْل النفس، وفعْلُهُ: هَوِي، يهوى، هَوىً، وأما: هَوَىَ يَهوي فهو للسقوط، ومصدره الهُويّ. وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم، كما في قول القرآن «وأمَا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى»
الصَّبْوة
وهي الميل إلى الجهل، فقد جاء في القرآن الكريم على لسان “يوسف” قول القرآن: (وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ من الجاهلين), والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق.
الشغف
وهو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب، ومنه ما جاء في القرآن واصفاً حال امرأة العزيز في تعلقها بيوسف : (قد شغفها حُباً).
الوجد
هو الحب الذي يتبعه مشقه في النفس والتفكير فيمن يحبه والحزن دائما
الكَلَفُ
هو شدة التعلق والولع، وأصل اللفظ من المشقة، قال الشاعر: فتعلمي أن قد كلِفْتُ بحبكم ثم اصنعي ما شئت عن علم
العشق
العشق فرط الحب وقيل هو عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب .
النجوى
الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حُزْن.
الشوق
هو سفر القلب إلى المحبوب، وارتحال عواطفه ومشاعره.
الوصب ُ
وهو ألم الحب ومرضه، لأن أصل الوصب المرض،
الاستكانة
وهي من اللوازم والأحكام والمتعلقات، وليست اسماً مختصاً، وكأن المحب خضع بكليته إلى محبوبته، واستسلم بجوارحه وعواطفه، واستكان إليه.
الوُدّ
وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه، وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة، يقول الله: (وهو الغفور الودود)[البروج14]، ويقول سبحانه: (إن ربي رحيم ودود)[هود90].
الخُلّة
وهي توحيد المحبة، وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة، ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان “إبراهيم” و”محمد”، ولقد ذكر القرآن ذلك في قولهِ: (واتَخَذَ اللهُ إبراهيم خليلاً)[النساء125].
الغرامُ
وهو الحب اللازم، ونقصد باللازم التحمل، يقال: رجلٌ مُغْرم، أي مُلْزم بالدين.
الهُيام
وهو جنون العشق، وأصله داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى، والهيم (بكسر الهاء) الإبل العطاش، فكأن العاشق المستهام قد استبدّ به العطش إلى محبوبه فهام على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، وانعكس ذلك على كيانه النفسي والعصبي فأضحى كالمجنون.
.
.
الحب والارتياح:
ليس كل ارتياح نفسي حب, فالارتياح لشخص ما قد يكون اطمئنان فقط في التعامل.
الحب والاعجاب:
الاعجاب قد يكون بداية الحب ولكنه ليس حب, فهو مجرد اعجاب بالشخصية او بتصرف ما او موقف ما.
الحب واللذة:
اعظم لذة هي الناتجة عن الحب, وذلك لان الحب شعور نفسي وجسمي وعصبي وعقلي.
.
وفي النهاية اجزم ان الحب ليس مقترن بعيد او وقت , لانه اعظم من ذلك, فارتباطه يكون بكل ما يملك الطرفين , ويحاول كل منهم تقديم ما يملك لاسعاد الطرف الاخر في اي وقت وفي اي مكان وفي جميع الاحوال.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى